أزمة الخطاب الديني المعاصر :محاضرة أبوزيد في هولندا نوفمبر 2009م

6 07 2010

محاضرة أبوزيد  أمام جمع عراقيين هولنديين

 نوفمبر 2009

 

         شكرا للدكتور هاشم، شكرا لكم جميعا على هذا الحضور، شكرا للحزب الشيوعي العراقي، طبعا أنا لست شيوعيا، لكن لابد من شكر الحزب الشيوعي، لأن الحزب الشيوعي العراقي يقوم بدور ثقافي مهم جدا في هولندا، وفي الشهر الماضي كنا منغمسين في حوار عميق جدا مع الدكتور هاشم ومع الصديق ياسين، في حوار لمجلة الثقافة الجديدة، عصروا ذهني، وعصروا مخي وتركوني في حالة إعياء كامل. لكن هذا كله مفيد، لأنه في النهاية أرسلوا لي النص، هذه المحاضرة فيها إضافات خصيصا لهذا اليوم. أنا مشغول بأزمة الفكر الديني منذ نعومة أظفاري، كما نقول، أزمة الفكر الدين وأزمة الخطاب الديني بشكل عام، منذ فترة طويلة جدا وكتبت في هذا الموضوع كتابات كثيرة. لكن أتمنى اليوم أن أقدم شيء، إضافة، ربما ستقال لأول مرة في هذه المحاضرة. ومن هنا يهمني جدا بعد المحاضرة النقاش، الذي سيدور في هذه القاعة، لأن هذا النقاش يساعدني كثيرا جدا على بلورة الأفكار. على تطوير الأفكار..الخ.

أود أن أبدأ بهذا التمييز: حين نقوم بتحليل للفكر أي فكر، خاصة الفكر الإسلامي المعاصر، يجب التمييز بين العرَض والمرض، نحن دائما نتحدث وننقض الأعراض، نغضب لأن هذا الخطاب الديني يقول كذا، ونغضب لأن هذا الخطاب الديني يقول كذا. كل هذه أعراض، وأنا أريد أن أتعرض لبعض أعراض هذا المرض. وليس هناك شك استخدام كلمة مرض هنا أرجو أن تكون مقبولة، بسبب أننا نحس مجتمعاتنا العربية ما تزال، ولا نعمم على المجتمعات الإسلامية، مجتمعاتنا العربية تعيش حالة مرضية، على جميع المستويات والأصعدة. الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والفكرية، لكن انا سأهتم هنا فقط بهذا الجانب الفكري، لأن الفكر الإسلامي والفكر الديني ليس منفصلا عن السياق الإجتماعي الذي يُدار فيه، يعني إذا كان المجتمع في مرحلة من التاريخ مجتمع ناهض ومتقدم. نجد الفكر الديني فكر ناهض ومتقدم. إذا كان المجتمع في حالة انتكاس ونكسة، الفكر الديني يعاني من نفس النكسة. الفكر الديني ليس ظاهرة وحدها تتسم بالتخلف، لأنه لو نظرنا الى المجتمع المصري سنجد أن الفكر المسيحي في الكنيسة المصرية هو فكر متخلف أيضا، هذا يغضب إخواننا الأقباط لما أتحدث في هذا. لأن هذه هي الحقيقة أن مُجمل المجتمع المصري في حالة تخلف. فنجد الأصوات المنادية بالتقدم أصوات ضعيفة و خافتة ومضطهدة ومهمشة…الخ.

ما هي أعراض الخطاب الديني المعاصر في العالم العربي: ممكن تلخيص هذا العرض في، أنه خطاب ضد الآخر. أنه خطاب يرفض الآخر، أنه خطاب يمتلك الحقيقة، و أي آخر لا يوافق على هذه الحقيقة فهو عدو، خصم. هذا الآخر قد يكون الآخر الديني، قد يكون المسيحي أو اليهودي أو البهائي أو الملحد. لكن هذا الآخر قد يكون هو الآخر في الملة، الشيعي، السني. هذه ظاهرة لا نستطيع أن ننكرها الأن، ليس فقط في المجتمع العراقي لكن في جميع المجتمعات العربية. وليس خافيا عن ذهنكم بعض العلماء المسلمين السنة، أصدروا بعض الأراء ضد الشيعة. دخل في الأمر ليس فقط العامة وإنما دخل فيه بعض ممثلي الخطاب الديني.

 مثلا كلمة شيعي في قريتي أحيانا تخطلت في ذهن الناس بالشيوعية، لأنه ليس هناك شرح، أقرأ باقي الموضوع »