طبعة جديدة من كتابي مهاجر غير شرعي صدرت عن دار الثقافة الجديدة 18 يوليو 2010

25 07 2010





مقالي بجريدة أخبار الأدب عن د. نصر ( أبوزيد الذي فقدناه)

25 07 2010

أبوزيد الذي فقدناه

خلال سنوات المواجهة بين الجماعات الدينية المسلحة و السلطة، منذ بداية التسعينات، دخلت مسألة ترقية نصر أبوزيد الى الأستاذية في حبالها، في ظل حالة الإنشطار الفكرية والثقافية داخل المجتمع المصري، مما حول الترقية الى ساحة للمواجهة ووسيلة للضغط على إدارة الجامعة، التي ردخت مضحية بحرية التفكير واستقلالية أحد أساتذتها، نظرت ادارة الجامعة الى أن المسألة مسألة ترقية أستاذ يمكن أن يتقدم بعد عدة أشهر للترقية مرة أخرى ولا داعي لوجع الدماغ. رفض أبوزيد طريقة المواءمات والإنحناء للريح، فتجددت عملية الوئد لمدرسة جادة للدراسات الإسلامية كما حدث مع مدرسة الشيخ أمين الخولي وتلامذته في نفس الكلية قبل أربعة عقود، أدرك أن الإستمرار في هذا المناخ سيؤدي في النهاية الى انتهاء الباحث داخله فلم يعد هناك مكان لمفكر وباحث مستقل عليك أن ترتمي في حضن أي من الجبهتين لكي تستمر.
دفاعا عن جامعة طه حسين التي حلم بها أبوزيد واجتهد في سبيلها متحديا الفقر و تحمله مسؤلية أسرة كبيرة بعد وفاة الأب وهو في الرابعة عشر، متحديا العمل كفني لاسلكي ليدرس ويدخل الجامعة ويتخرج الأول على دفعته بل ويحارب من أجل التعيين في الجامعة أمام محاولة منعه من التعيين. قرر أبوزيد أن يقبل دعوة جامعة ليدن للتدريس بها. خرج أبوزيد الذي قد بلغ الخمسين ولم يملك شيئا غير العلم الذي جاب شرق الأرض ومغربها من أجله، يُعلم أبناء الوطن سعيا الى مجتمع العدل والحرية. ظل يحمل المرارة بداخله والحزن على بستان زهور تلاميذه ومدرسته الفكرية التي كان يرعاها. وانقطع عن العودة الى مصر.
لكن فعل التفكير عند أبوزيد الباحث لم يذبل أو يشيخ وبدأت جهوده الفكرية تأخذ منحى انساني واسع يكتب بالعربية والإنجليزية، وبدأ بستان زهور جديد من طلابه يزهر، هذه المرة طلاب من كل مكان في العالم الإسلامي وخصوصا أندونيسيا وكتب عن حقوق المرأة والإنسان في الإسلام وأصبح يحاضر في أكبر الجامعات في العالم، وأخرج مؤلفه الماتع هكذا تكلم ابن عربي، وساهم في تحرير الموسوعة القرآنية ستة مجلدات باللغة الإنجليزية اشترك في تحريرها خيرة متخصصي الدراسات الإسلامية في جامعات العالم. أقرأ باقي الموضوع »