الأستاذ جمال الغيطاني يكتب عن نصر

نصر

10/07/2010 01:49:33 م

جمال الغيطاني

أعمال نصر العلمية وموقفه الأخلاقى وصلابته من أهم المعالم التى تطالعنى الآن لا أعرف،‮ ‬بل أحار في نقطة انطلاقي للحديث عن الراحل نصر أبوزيد،‮ ‬المفكر،‮ ‬المجدد،‮ ‬والباحث،‮ ‬الانسان الدمث،‮ ‬الرقيق،‮ ‬لم يكن رحيله مفاجئاً،‮ ‬فجيلنا كله ينتظم الآن في المرحلة الأخيرة من الوجود،‮ ‬كل ينتظر موعداً‮ ‬للانتقال صار حلوله قريبا،‮ ‬منذ أن علمت بخبر تلك الجرثومة الغامضة وأنا أردد‮ »‬الرحمة أفضل‮«‬،‮ ‬ما اخشاه لمن أحبهم ولنفسي العجز،‮ ‬الغياب عن الوعي،‮ ‬ان يصير الانسان موجوداً‮ ‬وغير موجود،‮ ‬أن يصبح عبئا علي الآخرين،‮ ‬علي من يحبونه،‮ ‬لذلك أتمني من الله أن ينعم عليّ‮ ‬بالانتقال السريع،‮ ‬كما انعم علي أبي وأمي وأخي علي رحمهم الله أجمعين‮.‬ يحاصرني نصر الآن،‮ ‬بعفويته،‮ ‬بطفولته التي لم تهمد قط،‮ ‬بنقائه النادر،‮ ‬بصوته يأتيني عبر الهاتف‮ »‬يا عم جمال‮….«‬،‮ ‬أحاول أن أقصيه قليلا لاتبين،‮ ‬متي بدأت علاقتنا؟ فلا أقدر علي التحديد،‮ ‬لكن إذا لم تخني الذاكرة الآن فقد قرأته قبل أن اقابله،‮ ‬عرفته نصاً،‮ ‬قبل أن أعرفه شخصاً،‮ ‬وللأسف فإن الضجة التي أثارها تقرير الدكتور عبدالصبور شاهين بتكفيره نصر،‮ ‬وما تلاها من تداعيات،‮ ‬غطت علي الجانب العلمي والأكاديمي لواحد من أفضل وأعظم من انجبتهم الجامعة المصرية،‮

عدد خاص من أخبار الأدب عن نصر أبوزيد

أصدرت جريدة أخبار الأدب عدد خاص عن د. نصر أبوزيد به محاضرته التي ألقاها في الكويت عبر التليفون ومقال الأستاذ جمال الغيطاني ود. فكري أندراوس ورد فعل توؤمه الفكر د. علي مبروك وجمال عمر ورد فعل الوسط الثقافي

حوار مع أبوزيد نُشر شهر قبل الرحيل بجريدة القدس العربي

نصر حامد أبو زيد: ما هذه السلطات التي تخاف من رواية أو قصيدة أو أغنية؟! في آخر حوار شامل … عن القدس العربي

 Share

 Tuesday at 5:50pm

اجرى الحوار: ناظم السيد رحلة طويلة تلك التي قطعها نصر حامد أبو زيد، الفتى الذي فقد والده في المراهقة فاضطر إلى إعالة أسرته باكراً، من تخرّجه في قسم اللاسلكي في المدارس الثانوية إلى إعادة قراءة النص القرآني ونقد الخطاب الديني. الفتى الذي عمل فنياً لاسلكياً عشر سنوات في إحدى مؤسسات الدولة، نال الليسانس في الأدب العربي، لكنه دُفع رغماً عنه من قبل أساتذته إلى اختيار الدراسات الإسلامية للماجستير قبل أن ينال الدكتوراه في الاختصاص نفسه. كان خوف أبي زيد من اختيار الدراسات الإسلامية أن ينتهي إلى ما انتهى إليه محمد أحمد خلف الله بسبب كتابه ‘ الفن القصصي في القرآن’ وأستاذه أمين الخولي. لكن نهاية أبي زيد كانت أقسى حين تم اتهامه بالردة، والتفريق بينه وبين زوجته أستاذة الأدب الفرنسي ابتهال يونس. حكم أخرج المفكر الإسلامي الشهير من مصر إلى هولندا حيث تم الاحتفاء به.
في القسم الثاني من حواري معه الذي اجريته في بيروت مؤخرا، يطرح أبو زيد مفهومه للظاهرة القرآنية وتاريخية النص القرآني ومعنى الوحي غير اللغوي، داعياً إلى تفكيك سلطة النص أياً كان هذا النص. كما ينتقد النظم السياسية العربية والديكتاتوريات معتبراً في الوقت نفسه أن الجامعة المصرية تدعو إلى الخجل. نستعيد هنا الجزء الثاني من الحوار الشامل معه الذي سبق وأن نشرته ‘القدس العربي’ وذلك لمناسبة رحيله المفاجىء والصادم.