د. جابر عصفور يكتب في الأهرام عن نصف قرن مع نصر أبوزيد

12 07 2010

علي قبر نصر أبو زيد
بقلم: جابر عصفور

يوم الإثنين الماضي الموافق العشرين من رجب‏1341‏ هـ الخامس من يوليو‏2010‏ م م وارينا رفيق العمر نصر حامد أبو زيد التراب في مقبرة عائلته بقرية قحافة‏

بعد أن صلينا عليه في مسجد القرية الذي اعتاد الذهاب إليه مع والده الذي أراده أن يكون أزهريا من رجال الدين‏ ,‏ ولكنه اضطر بعد موت والده إلي تغيير مساره التعليمي‏,‏ واكتفي بالحصول علي دبلوم متوسط‏,‏ حتي ينهض بأعباء أسرته التي تركها والده أمانة في رقبته‏.‏
وقد رعي هذه الأسرة إلي أن أكمل أفرادها تعليمهم‏,‏ وعاني في سبيل ذلك الكثير دون أن يشكو أو يتذمر‏,‏ فقد كان يعرف معني واجبه إزاء أسرته الصغيرة المعلقة في عنقه وقد ظل هو عائل هذه الأسرة التي أوصلها إلي بر الأمان‏,‏ وأبا لكل أبناء وبنات إخوته الأربعة الذين أصبحوا في مقام أحفاده وكان أبناء هذ الجيل الجديد‏,‏ حولنا ومعنا‏,‏ طوال الرحلة التي حملنا فيها جثمانه إلي مثواه الأخير في قبر الأسرة‏,‏ وصلوا معنا وبقية القرية علي روح كبيرهم البار الذي كان يرعي أحوالهم حتي علي البعد في منفاه الإجباري في هولندا‏,‏ حيث عمل في جامعة ليدن‏,‏ وبعدها جامعة أوترخت‏,‏ بعد أن اضطر إلي ترك وطنه‏,‏ نتيجة إرهاب الجماعات الأصولية الرافعة شعارات الإسلام السياسي‏,‏ والإسلام بريء من تعصبهم وقمعهم‏,‏ وإرهابهم المخالفين معهم في الفكر‏,‏ واختراقهم القضاء‏,‏ أحيانا‏,‏ لقمع مفكري الدولة المدنية الحديثة‏,‏ كي يخلو لهم الطريق لإقامة دولة دينية قائمة علي التعصب والتمييز بين المواطنين‏,‏ علي أساس من عقائدهم التي لا يعلمها إلا الله‏,‏ ولم يراعوا سماحة الإسلام التي تؤكد أن من كفر مسلما فقد باء بها‏,‏ ونسوا معني المجادلة بالتي هي أحسن بعد أن استبدلوا به المحاربة بالتي هي أقمع‏,‏ زاجين بالقضاء في كبري المحن التي شهدها الاجتهاد في فهم الخطاب الديني ودرسه في العصر الحديث‏.‏ أقرأ باقي الموضوع »