علي قبر نصر أبو زيد
بقلم: جابر عصفور
يوم الإثنين الماضي الموافق العشرين من رجب1341 هـ الخامس من يوليو2010 م م وارينا رفيق العمر نصر حامد أبو زيد التراب في مقبرة عائلته بقرية قحافة
بعد أن صلينا عليه في مسجد القرية الذي اعتاد الذهاب إليه مع والده الذي أراده أن يكون أزهريا من رجال الدين , ولكنه اضطر بعد موت والده إلي تغيير مساره التعليمي, واكتفي بالحصول علي دبلوم متوسط, حتي ينهض بأعباء أسرته التي تركها والده أمانة في رقبته.
وقد رعي هذه الأسرة إلي أن أكمل أفرادها تعليمهم, وعاني في سبيل ذلك الكثير دون أن يشكو أو يتذمر, فقد كان يعرف معني واجبه إزاء أسرته الصغيرة المعلقة في عنقه وقد ظل هو عائل هذه الأسرة التي أوصلها إلي بر الأمان, وأبا لكل أبناء وبنات إخوته الأربعة الذين أصبحوا في مقام أحفاده وكان أبناء هذ الجيل الجديد, حولنا ومعنا, طوال الرحلة التي حملنا فيها جثمانه إلي مثواه الأخير في قبر الأسرة, وصلوا معنا وبقية القرية علي روح كبيرهم البار الذي كان يرعي أحوالهم حتي علي البعد في منفاه الإجباري في هولندا, حيث عمل في جامعة ليدن, وبعدها جامعة أوترخت, بعد أن اضطر إلي ترك وطنه, نتيجة إرهاب الجماعات الأصولية الرافعة شعارات الإسلام السياسي, والإسلام بريء من تعصبهم وقمعهم, وإرهابهم المخالفين معهم في الفكر, واختراقهم القضاء, أحيانا, لقمع مفكري الدولة المدنية الحديثة, كي يخلو لهم الطريق لإقامة دولة دينية قائمة علي التعصب والتمييز بين المواطنين, علي أساس من عقائدهم التي لا يعلمها إلا الله, ولم يراعوا سماحة الإسلام التي تؤكد أن من كفر مسلما فقد باء بها, ونسوا معني المجادلة بالتي هي أحسن بعد أن استبدلوا به المحاربة بالتي هي أقمع, زاجين بالقضاء في كبري المحن التي شهدها الاجتهاد في فهم الخطاب الديني ودرسه في العصر الحديث. أقرأ باقي الموضوع »
احدث التعليقات