د. جابر عصفور يكتب وداعا يا رفيق العمر عن نصر أبوزيد

16 07 2010

د‮. ‬جابر عصفور‮ ‬يكتب‮: ‬وداعاً‮ .. ‬يا رفيق العمر

 
10/07/2010 01:27:34 م
 
مع عصفور فى نقابة الصحفيين

بعد أن أتممنا‮ – ‬نحن أقرب المقربين إلي نصر‮ – ‬الإشراف علي شعائر الإعداد لدفنه،‮ ‬بعد أن توفي في مستشفي مدينة زايد التخصصي،‮ ‬في الساعة الخامسة والنصف من صباح الاثنين الماضي الموافق الرابع والعشرين من رجب‮ ‬1431‮ ‬هجرية الخامس من يوليو‮ ‬2010‮ ‬ميلادية،‮ ‬صحبنا جثمانه الطاهر لكي ندفنه مع أهله الذين سبقوه إلي الرحيل في مقبرة أسرة أبو زيد،‮ ‬بقرية‮  ‬قحافة‮  ‬التي أصبحت بعض أطراف مدينة طنطا،‮ ‬صلينا علي روحه المباركة بإذن الله في أحد مساجد القرية،‮ ‬ما بين صلاة الظهر والعصر،‮ ‬ودعوت له بالرحمة مع التكبيرة الثالثة بأن يثيبه الله خير الجزاء علي كل ما كتبه باسم الإسلام العقلاني المستنير،‮ ‬وعلي كل ما حاول أن ينجزه في سبيل تجديد الخطاب الديني الذي أصابه الجمود والتصلب والتخلف،‮ ‬ولم أنس في التكبيرة الرابعة أن أطلب من الله تعالي أن يعوضه،‮ ‬في نعيم جناته عن كل ما لقيه من اضطهاد علي أيدي الأصوليين المتطرفين الذين يسيئون إلي الإسلام أبلغ‮ ‬إساءة،‮ ‬ويشوهون صورته النقية في أعين الدنيا بأسرها،‮ ‬هؤلاء الذين آذوا نصر بلا ذنب ارتكبه سوي أنه أعلن شعارا يقول‮  “‬أنا أفكر،‮ ‬فأنا مسلم‮”.  ‬
ومضي في طريق الاجتهاد الذي رآه فريضة علي كل من تصدي لعلوم الدين علي العموم،‮ ‬وخطاب الفكر الإسلامي علي الخصوص،‮ ‬غير خائف من الخطأ،‮ ‬فقد كان يؤمن بحق الخطأ،‮ ‬ويعرف أن المجتهد له أجر في كل أحوال اجتهاده،‮ ‬وأن هذا الأجر يتضاعف في حالة الإصابة،‮ ‬ويبقي منفردا كالعَلَم،‮ ‬مقررا حتي في حالة الخطأ‮  ‬ولذلك لم يخف الخروج علي الإجماع الجامد،‮ ‬وعلي العقل الإسلامي الذي تكلس،‮ ‬وفقد القدرة علي جسارة الاجتهاد والإبداع،‮ ‬فمضي في الطريق الذي اختاره لنفسه،‮ ‬وهو طريق العقلانية الإسلامية التي أوصلت الحضارة الإسلامية إلي أزهي عصورها،‮ ‬والفكر الإسلامي إلي ذري إنجازه التي قامت علي مبدأ تعدد الاجتهاد،‮ ‬والإيمان بأن اختلاف علماء الأمة‮ ‬‭_‬‮  ‬دون قمع‮ ‬‭_‬‮  ‬رحمة وسبيل إلي المزيد من الإنجاز والحضارة‮ .‬ أقرأ باقي الموضوع »