نصار عبد الله في جريدة المصريون المحافظة يكتب عن مواقف نصر أبوزيد

9 07 2010
هكذا تكلم نصر أبوزيد

نصار عبدالله   |  09-07-2010 22:25

رحل الدكتور نصر حامد أبوزيد عن عالمنا فى يوم الإثنين الماضى 5يوليو 2010 ، وبمناسبة رحيله، أستأذن القارىء فى أن أعيد نشر المقال الآتى الذى سبق أن نشرته عنه فى صحيفة: “صوت الأمة” فى شهر مارس 2001

***

قدم الدكتور نصر حامد أبوزيد درسا بليغا فى الوطنية الحقيقية لأولئك الذين يتصورون أن مهادنة الصهيونية، أوغض النظر عن الأكاذيب والمغالطات الإسرائيلية، أو السكوت على الجرائم والفظائع التى ترتكبها إسرائيل فى حق شعبنا العربى والفلسطينى هو سبيلهم إلى العالمية والذيوع، خاصة عندما يكون الخطاب موجها إلى مجتمع منحاز إلى إسرائيل، ومهيأ فقط لأن يصدق كل ماهو فى مصلحة الإسرائيليين ورفض كل ماعداه ، كما قدم نصر درسا بليغا فى نزاهة الموقف الفكرى لأولئك الذين يتكلمون بلسانين ويكتبون بلغتين ، أولئك الذين يقولون كلاما معينا عندما يعتلون المنابر فى بلادهم ، ثم يقولون كلاما مختلفا عندما يتكلمون فى محفل أجنبى يعلمون أنه منحاز إلى إسرائيل ،أولئك الذين هم كذلك يستخدون قاموسا معينا عندما يكتبون فى صحيفة مصرية أوعربية ، ثم يستخدمون قاموسا مباينا تماما عندما تتاح لهم الفرصة فيكتبون إلى القارئ الأجنبى!

وفيما أعتقد فإن الخطيئة الكبرى التى ارتكبها نصر أبوزيد والتى استحق من أجلها النفى والتنكيل والتشريد هى أنه كان ولا يزال يستخدم لغة واحدة ويتكلم بلسان واحد، ويدافع فى صدق عما يعتقد أنه الحق ، وما يؤمن بأنه على المدى الطويل فى صالح الأمة العربية والإسلامية ، حتى لوكان الكلام بلسان آخر أولغة أخرى كفيلا فى الأمد القصير بأن يجلب له إعجاب العامة وتصفيق المستمعين0

وعندما تبوأ منذ أسابيع منصب: “أستاذ كرسى كليفيرنجا” وهو أرفع منصب أكاديمى فى جامعة ليدن، انتهز الفرصة لكى يذكر العالم بأجمعه فى الكلمة التى ألقاها فى حفل تنصيبه لهذا الموقع الأكاديمى الرفيع، انتهز الفرصة لكى يذكر العالم بأجمعه بما ترتكبه إسرائيل من فظائع ومجازرفى حق الشعب الفلسطينى الذى انتفض مطالبا بحقوقه المشروعة العادلة، ثم لكى يذكرالحاضرين جميعا بأن ماتقوم به إسرائيل فى مواجهة الانتفاضة الباسلة يتناقض تماما مع المبادئ التى دافع عنها كليفيرينجا ( أحد الأساتذة الهولنديين المقاومين للنازية ) والتى استحق دفاعه عنها إنشاء كرسى يخلد اسمه.

يقول نصر أبوزيد: ـ “منذ نحو ستين عاما، هب كليفيرنجا يندد بالنازيين الذين قاموا بفصل عدد من الأساتذة اليهود لمجرد أنهم يهود، ترى ماالذى كان سيقوله كليفيرنجا لو كان فى مكانى هذا ورأى ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، ما ذا كان سوف يقول وهو يرى كل هذه المجازر والفظائع”؟؟

وفى أعقاب كلمة أبوزيد تقدم عدد من الأساتذة المناصرين لإسرائيل باحتجاج إلى إدارة الجامعة يطالبونها باتخاذ موقف ما إزاء ما ورد فى خطاب الدكتور نصر من عبارات مسيئة إلى إسرائيل فى رأيهم، غير أن رئيس الجامعة رد عليهم قائلا بأن من حق الدكتور نصر أن يعبر عن رأيه كما يشاء لأن الجامعة أولا وقبل كل شىء جامعة للحرية .

رحم الله الدكتور نصر أبوزيد رحمة واسعة، وجزاه عن أعماله خيرا إن كان قد أحسن، وغفر له ذنوبه إن كان قد أساء.

nassarabdalla@gmail.com


إجراءات

Information

أضف تعليق